اثر القرآن في تطور اللغة والأدب
بقاء اللغة العربية حيّة الى يومنا هذا مدين دون شك للقرآن، فلولاه لبادت هذه اللغة كما بادت اللغات الاثرية القديمة. و القرآن الکریم نمط باهر معجز ببیانه و بلاغته،أعجز الجمیع علی أن یأتوا بمثله« قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا
کما أسهم القرآن إسهاماً فعّالاً في ظهور معانٍ لم تکن معروفةً من قبل مثل:الفرقان و الکفر و الإیمان و الإشراک و الإسلام والصوم والصلاة والزکاة و الرکوع والسجود . ولم یقف الأمر عند هذه المعاني فقط، بل کان للقرآن مضمونه الذي لم یکن یعرفه العرب کالدعوة إلی عبادة الله –والبعث والعقاب و الثواب- فشرع للناس ما ینبغي أن تکون علیه حیاتهم و ما یسودهم من علاقات.ونستطیع القول بأنّ القرآن هذّب اللغة العربیّة من حواشي اللفظ وغریبه، وأضفی علیها لوناً من الطلاوة، مع وضوح القصد والوصول إلی الغرض فاللفظ علی قدر المعنی من هذا النبع الصافي أخذ الأدباء ینهلون ویسیرون علی هدیه في خطبهم وأشعارهم وکل آثارهم الأدبیّة ، فهو معجمهم الأدبي واللغوي و نستطیع القول بأنّ القرآن الكريم منطلق الحركة العلمية التي نشأت حول القرآن بمرور الزمن، والدافع المحرك وراء كل النهضة العلمية التي شهدها العالم الاسلامي منذ القرن الهجري الاول. لصيانة لغة القرآن إعرابا و قراءة نشأت علوم النحو والقراءات، و لفهم مضامينه ظهرت علوم التفسير و أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه، و لفهم إعجازه البياني وضعت علوم البلاغة، ولمعرفة أحكامه تفرّع عنه علم الفقه و أصوله.وینبغي التأکید علی أنّ العلوم الاسلامیة کلها إنما قامت لخدمة القران الکریم والقرآن الكريم أحدث ـ إضافة الى ماتقدّم ـ تحوّلا كبيراً في أسلوب اللغة العربية، و نستطيع أن نفهم هذا التحوّل من مقارنة أسلوب القرآن مع ما وصل إلینا من الادب الجاهلي. ولقد أدرک العرب الجاهليون هذا الاعجاز في الاسلوب القرآني، وعلموا أنه يختلف تماماً عمّا سمعوه من فصحائهم |
اثر القران في الشعر
لا ریبَ أنّ الشعر العربي ازدهر بتأثیر القرآن خاصة في معرکة الأسلام مع المشرکین وعبدة الأصنام والمرتدین عن دین الله عزّ و جلّ ،بل إنّ من یقرأ شعر الشعراء المخضرمین یجد أنّه یصدر عن قِیم الإسلام الروحیّة التي انبروا للدفاع عنها ،وکان في مقدمتهم شاعر الرسول حسان بن ثابت وکعب بن مالک و عبدالله بن رواحة وغیرهم، وکانوا یستلهمون من القرآن ما یعینهم
علی هجاء المشرکین، یقول عبدالله بن رواحة شهدت بأنّ وعد الله حقّ و أنّ النار مثوی الکافرینا وأیضاً نری هذه الأبیات لأبي الدرداء حیث یتجلّی فیها إیمانه العمیق یرید المرء أن یؤتی مناه و یأبی الله إلا ما أرادا یقول المرء:فائدتي و مالي وتقوی الله أفضل ما استفادا و قد طبع الرثاء بهذه الرّوح الدّینیّة أیضاً ،فعندما توفي الرسول صلی الله علیه وآله وسلّم قیل انّ أبنته فاطمة تندبه وتقول فلیبکه شرق البلاد وغربها ولیبکه مضر و کل یمان ولیبکه الطود المعظم جــوه والبیت ذا الأستار والأرکان یاخاتم الرسل المبارک صفوه صلی علیک منزل القرآن |